سوزان عضو جديد
عدد المساهمات : 12
| موضوع: كيف (ومتى) يكون الظن مرادف لليقين؟ الإثنين 25 يناير 2010, 09:31 | |
| فقومي وأعدائي يظُنُونَ أنني </SPAN>متى يُحْدِثوا أمثالهـا أتكلَّـمِ</SPAN> ففسر "يظنون" بـ "يوقنون" وقال:"وليس من ظن الشك" والحق أقول أنه لم يرد علي قبل بيت أوس هذا أي بيت تأتي به الظنون بمعنى اليقين! يقول النابغة:
| أتيتك عارياً خلقـاً </SPAN>ثيابـي </SPAN></SPAN>على خوفٍ تُظَنُّ بيَ الظُّنونُ
| ملاحظة:في كتاب العين وردت كلمة"دهشاً" بدلاً من "خوفٍ" ويقول من لا أعرفه(بالمناسبة من قائل هذا البيت؟؟):
| </SPAN>عصفت بي الظنون من كل صوبٍ </SPAN>وسقانـي العـذول مُـرّ </SPAN>المـذاقِ
| فصل في الشك واليقين يقال شككت في الامر ، وارتبت فيه ، واستربت ، وتريبت ، وامتريت ، وتماريت ، وخامرني فيك شك ، وداخلني فيه ريب ، وتنازعتني فيه الشكوك ، وتجاذبتني فيه الظنون ، وحك في صدري منه شيء ، واحتك ، وتخالج في صدري منه اشياء . ويقال تخالج هذا الشيء في صدري ، واختلج ، اذا نازعك فيه شك ، وقد رابني الامر ، وأرابني ، ورابني فيه شك ، وهو امر مريب ، وفلان من هذا الامر في شك مريب ، وهو في ليل من الشك مظلم . وفي المثل كفى بالشك جهلا . وتقول قد ترددت في صحة هذا الامر ، وتوقفت ، وتثبت ، وهذا امر لست منه على يقين ، وامر لا أثبته ، ولا أحقه ، ولا أوقنه ، ولا أقطع به ، ولا أجزم بوقوعه ، ولم يثبت عندي ، ولم تتحقق لي صحته ، وقد شككت فيه بعض الشك ، وعندي في هذا كل الشك ، وهذا امر لا يطمأن اليه بثقة ، ولا تناط به ثقة ، ولا يخلد اليه بيقين ، واني لعلى مرية منه ، وعلى غير بينة منه ، وعلى غير يقين . ويقال فلان يؤامر نفسيه ، اذا اتجه له في الامر رأيان . ورأيت فلانا فجعلت عيني تعجمه ، اذا شككت في معرفته كأنك تعرفه ولا تثبته . ويقال في ضد ذلك قد ايقنت الامر ، وتيقنته ، واستيقنته ، وحققته ، وتحققته ، وأثبته ، وعلمته ، يقينا ، وعلمته علم اليقين ، وهو امر لا شك فيه ، ولا مرية ، ولا امتراء ، ولا يعتريني فيه شك ، ولا تعترضني فيه شبهة ، وأمر لا ظل عليه للريب ، ولا غبار عليه للشك ، وهو امر بعيد عن معترك الظنون ، وهو بنجوة عن الشك ، وبمعزل عن الشك ، وقد تجافى عن مواطن الريب ، وخرج من سترة الريب الى صحن اليقين . وتقول قد انجلى الشك ، وانتفى الريب ، ونسخ اليقين آية الشك ، وانجلت ظلمات الشكوك ، وانحسر لثام الشبهات ، وأسفر وجه اليقين ، وأشرق نور اليقين ، ولاحت غرة اليقين ، وظهر صبح اليقين . وقد وقفت على جلية الامر ، واطلعت على حقيقته ، وانا على بينة من هذا الامر ، وانا منه على يقين جازم ، وقد علمته عن يقين عيان . وهذا امر لا يعقل ان يكون الا كذا ، وقد ثبت بالبينات الواضحة ، والحجج الدامغة ، وثبت بالدليل المقنع ، وشهدت بصحته التجربة ، وقامت عليه أدلة الوجدان ، وأيده شاهد العقل والنقل ، وتناصرت عليه أدلة الطبع والسمع .
فصل في الظن يقال اظن الامر كذا ، وأحسبه ، وأعده ، وإخاله ، وأحجوه ، وهو كذا في ظني ، وفي حسباني ، وفي حدسي ، وفي تخميني ، وفي تقديري ، وفيما أظن ، وفيما أرى ، وفيما يظهر لي ، وفيم يلوح لي . وأنا أتخيل في الامر كذا ، وأتوسم فيه كذا ، ويخيل لي انه كذا ، ويخيل الي ، وقد صور لي أنه كذا ، وتراءى لي انه كذا ، وتمثل في نفسي انه كذا ، وقام في نفسي ، وفي اعتقادي ، وفي ذهني ، ووقع في خلدي ، وسبق الى ظني ، والى وهمي ، والى نفسي ، وأشرب حسي أنه كذا ، ونبأني حدسي أنه كذا ، وأقرب في نفسي أن يكون الامر كذا ، وأوقع في ظني ان يكون كذا . وهذا هو المتبادر من الامر ، والغالب في الظن ، والراجح في الرأي ، وهذا أظهر الوجهين في هذا الامر ، وأمثلهما ، وأشبههما ، وأشكلهما ، وهذا أقوى القولين ، وأرجحهما ، وأدناهما من الصواب ، وأبعدهما من الريب ، وأسلمهما من القدح . وتقول فلان يقول في الأمور بالظن ، ويقول بالحدس ، ويقذف بالغيب ، ويرجم بالظنون ، وقال ذلك رجما بالظن ، وانما هو يتخرص ، ويتكهن ، وقد تظنى فلان في الامر ، وأخذ فيه بالظن ، وضرب ، في أودية الحدس ، وأخذ في شعاب الرجم . وهذا امر لا يخرج عن حد المظنونات ، وانما هو من الظنيات ، ومن الحدسيات ، وانما هذا حديث مرجم . وتقول كأني بزيد فاعل كذا ، وظني أنه يفعل كذا ، واكبر ظني ، وأقرب الظن أنه يفعل كذا ، ولعل الامر كذا ، ولا يبعد ان يكون الامر كذا ، وأحر به ان يكون كذا ، وأحج به ، وأخلق به ، وما أحراه ان يكون كذا . ويقال افعل ذلك على ما خيلت أي على ما أرتك نفسك وشبهت وأوهمت . وفلان يمضي على المخيل أي على ما خيلت . وسرت في طريق كذا بالسمت أي بالحدس والظن . ويقال حزر الامر ، وخرصه ، اذا قدره بالحدس ، وخرص الخارص النخل والكرم اذا قدركم عليه من الرطب او العنب ، والاسم من ذلك الخرص بالكسر يقال كم خرص ارضك أي مقدار ما خرص فيها . وأمته مثل حزره يقال ائمت لي هذا كم هو أي احزره كم هو ، وتقول كم أمت ما بينك وبين بلد كذا أي قدر ما بينك وبينه . وتقول فلان صادق الظن ، وصادق الحدس ، صادق الفراسة ، صادق القسم ، وانه ليصيب بظنه شاكلة اليقين ، ويرمي بسهم الظن في كبد اليقين ، وانه ليظن الظن فلا يخطئ مقاتل اليقين ، وانه لرجل محدث أي صادق الفراسة كأنه قد حدث بما يظنه ، وفلان كأنما ينطق عن تلقين الغيب ، وكأنما يناجيه هاتف الغيب ، ويملي عليه لسان الغيب . ويقال فلان جاسوس القلوب اذا كان حاذق الفراسة ، وان له نظرة تهتك حجب الضمير ، وتصيب مقاتل الغيب ، وتنكشف لها مغيبات الصدور ، ويقال هذه فراسة ذات بصيرة أي صادقة . وتقول لمن أخبر بما في ضميرك قد أصبت ما في نفسي ، ووافقت ما في نفسي ، ولم تعد ما في نفسي ، وكأنك كنت نجي ضمائري ، وكأنك قد خضت بين جوانحي ، وكأنما شق لك عن قلبي . وتقول فلان فاسد الظنون ، كاذب الحدس ، كثير التخيلات ، وقد كذب ظنه في هذا الامر ، وأخطأت فراسته ، وكذبته ظنونه ، وطاش سهم ظنونه ، وقد أبعد المرمى ، ورمى المرمى القصي ، وهذا وهم باطل ، وخيال كاذب ، وهذا امر لا أتوهمه ، وأمر يبعد من الظن ، ويبعد في نفسي ان يكون الامر كذا ، وهذا ضرب من الخرص ، ومن التخرص ، وهذا من فاسد الأوهام ، ومن بعيد المزاعم | |
|