بدأت الإرهاصات الأولى لموسيقي
الجاز تقريباً في منتصف القرن التاسع عشر، و في
ولاية نيو أورليانز الواقعة على نهر المسسيبي الهاديء، حيث احتوت تلك المدينة في ذلك الوقت خليط من المهاجرين الأسبان و الإنجليز و الفرنسيين يكونون معاً طبقة الأسياد حيث يمتلك كل منهم عدد وفيراً من العبيد الذين يسخرونهم في جميع الأعمال و خاصة الزراعة.
//
البدايةبعد نهاية الحرب الأهلية و تحرر العبيد، التفت الزنوج حديثي التحرر حولهم فوجدوا عدد كبيراً من
الآلات النحاسية المبعثرة هنا و هناك من مخلفات الحرب التي تركتها فرق الموسيقا العسكرية، فجمعوها و أخذوا يحاولون النفخ فيها محاولين عزف تلك الألحان و
المارشات العسكرية أو عزف أى نغمة تخرج منهم تلقائياً. و هكذا بالفطرة و السليقة
الإنتشاركثرة فرق الجاز بشكل كبير، و لأنها كانت كثيرة التنقل من مكان لمكان فالبيانو لم يدخل في تكوين هذه الفرق إلا حوالي
1920. و منذ بداية
القرن العشرين أخذ الجاز يتقدم بشكل متعثر للأمام. ففي البداية حاول بعض البيض تكون فرق خاصه بهم تعزف موسيقي الجاز التي يدونونها بالنوتة و لكنهم لم يصبوا النجاح، لأن الروح الزنجية الصارخة التي كانت الطابع الأغلب على موسيقي الجاز وقتها كانت تعوزهم. لكن الموسيقين البيض لم يفقدوا الأمل و عملوا بعد ذلك على تطور نوع جديد من موسيقي الجاز أطليق عليه اسم
ديكسي لاند ، أخذ ينتشر تدريجياً في أنحاء
الولايات المتحدة الأمريكية بفضل الأفلام السينمائية و شركات الاسطوانات حتى قامت
الحرب العالمية الثانية. في هذا الوقت و أثناء
الحرب العالمية الأولى انتقلت زعامة موسيقي الجاز من
نيواورليانز إلى
شيكاغو التي احتوت على عدد أكثر من الملاهى و البارات و علب الليل، كما انتشرت موسيقا الجاز وقتها في أكثر من ولاية مثل
بالتيمور و
واشنطن و
نيويورك و
بوسطن، و في كل مدينة كانت فرق الجاز تحاول أن تضم إليها عازفين من مدينة
نيواورليانز التي كانت تعتبر المعهد الذى أخرج أشهر العازفين و أمهرهم في الارتجال.
الجاز الجادو في هذا الوقت كانت فرق موسيقي الجاز تتكون من سبعة أو ثمانية عازفين، ثم ظهر في
نيويورك و في
حى هارلم تحديداً
فلتشر هندرسون و
ديوك الينجتون و كان من الموسيقيين الدارسين و قاما بمضاعفة عدد العازفين في فرقتهم و كتبوا النوتات الموسيقية لكل عازف و قللوا من فواصل الارتجال التي كانت من خصائص الجاز و أطلقوا على هذا النوع من الموسيقي الجاز الجاد. صادف هذا التجديد الكثير من النجاح و زاد عليه الإقبال في فنادق نيويورك الفاخرة و في الملاهى الليلية و حتى في الحفلات التي كانت تقيمها الجامعات و المدارس في مختلف المناسبات. و شجع هذا النجاح الكثير من الفرق التي سارت على نفس الطريق، و ظهر في الثلاثينات عدد من الموسيقين البيض المهرة من خريجى المعهد الموسيقي مثل
تومى دورساى و شقيقه
وينى جودمان ، و حقق هذا النوع من الجاز الكثير من النجاح و الانتشار نتيجة لظهور محطات الردايو العديدة و تسجيل الاسطوانات.
الجاز الباردبداية من
عام 1945 بدأ الموسيقيون في فرق الجاز ثورة ضد الوظيفة التقليدية للموسيقا التي يعزفونها و هي تحريك أرجل الراقصين، و ظهر اعتقاد بين عدد من موسيقي الجاز بأنهم يقدمون فن راقي يستحق الاصغاء و الاستماع إليه باحترام. و هكذا أخذت موسيقا الجاز طريقاً جديداً فاختفي منها الارتجال و قل استعمال الايقاعات الساخنة و أصبحت المؤلفات الجديدة تميل إلى البطء و إلى التعبير العاطفي في ألحان ذات طابع غنائي و أطلق على هذا النوع الموسيقي اسم الجاز البارد.
السيمفوجازالثورة المضادة: العودة للجذور لويس ارمسترونج و أحد من أهم موسيقي الجاز الأمريكان
في الستينات كان الجاز قد بلغ أوج مجده و سموه أرفع المستويات، وقتها كان الجاز فن راقي تتبناه الطبقي البرجوازية الأمريكية ، و يعزف في
الأوبرا و القاعات الفاخرة، حتى ظهر
سيسل تايلور و هو عازف بيانو نادى بالعودة بالجاز إلى أصوله القديمة بعد أن كان قد بلغ في سموه أرفع المستويات. و كان أحد زعماء هذه الحركة
كولتران الذى قال في إحدى المرات : (( أحب أن أري الناس من حولى يرقصون و أنا أعزف))
العالميةانتشرت الجاز بعد ذلك في كل أنحاء العالم بداية من الستينات مع ظهور التلفاز و انتشاره و نمو صناعة الموسيقي بشكل متضخم، و أخذت الجاز في كل منطقة ما يشبه الطابع المحلي، فظهر
الجاز اللاتينى نسبة لأمريكا اللاتينية ، و
الأورينتال جاز أو الجاز الشرقي و يقصد به الجاز العربي، بل و حتى
الجاز اليابانى.
أشهر مذيع قدم برامج للعالم العربي عن موسيقى الجاز هو ضياء بخيت من إذاعة صوت أمريكا باللغة العربية. ضياء بخيت استضاف الكثير من كبار العازفين الأمريكيين في برنامجة الذي زاد عن ألف وخمسمئة حلقة منذ مطلع التسعينات. أشهر من استضافهم عملاق الجاز ديزي جليسبي.